الصغيرة ميرنا تغفو على صدر أبيها.
الصغيرة ميرنا تغفو على صدر أبيها.
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
منعت شركة طيران محلية (تحتفظ «عكاظ» باسمها)، أباً من حمل ابنته من ذوي الإعاقة، للحاق برحلتها المتجهة من جدة إلى الرياض، بزعم أن القوانين تمنع ذلك، مما فوّت عليه الرحلة وحرمه من موعد انتظره طويلاً لعلاج ابنته في مدينة الملك فهد الطبية، كما حرموه من استعادة قيمة التذكرة.

وفي التفاصيل التي رواها الأب محمد عبدالله مظفر لـ«عكاظ»، فإنها ليست المرة الأولى التي يسافر بها على رحلات طيران، لكنها المرة الأولى له على تلك الخطوط، بعدما لم يجد أي رحلة قريبة سواها، وقال اعتدت على حمل ابنتي «ميرنا» الصغيرة في السن، والتي لم يتجاوز عمرها 8 سنوات، وجسدها نحيل جداً، للصعود بها للطائرة في كافة الرحلات؛ لذا لا أفضل اختيار بند «العناية الخاصة لذوي الإعاقة» خلال الحجز.


وبين أنه استصدر بطاقة الصعود إلكترونياً، لكنه عندما وصل إلى كاونتر الشركة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة يوم الأحد الماضي الموافق 9 فبراير، وأراد شحن الكرسي المتحرك، منعه الموظف من حمل ابنته للدخول بها للطائرة، وأبلغه أن قوانين الشركة تمنع ذلك.

وأضاف أبو ميرنا: «أبلغته أنها نحيلة جداً، ولا تحتاج خدمات خاصة؛ لأنني أحملها على كتفي في كل رحلة، وأجلسها على مقعد الطائرة، وكل ما نريده هو شحن كرسيها المتحرك فرفض وأصر على إلغاء رحلتها، ورغم محاولات إبلاغه أنني على موعد مع المستشفى إلا أنه لم يتجاوب معي ولم يتعامل إنسانياً مع هذه الحالة التي كانت تتطلب ذلك، فإذا كانوا حريصين على خدمة هذه الفئة، فلماذا لا يحرصون على تسهيل إركاب ابنتي بشتى الوسائل للحاق برحلة علاجها».

ولفت إلى أنه طلب من الموظف استعادة قيمة التذكرة للبحث عن رحلة في شركة طيران أخرى، فرفض بحجة أن التذاكر المباعة لا ترد قيمتها، مشيراً إلى أنه حاول التواصل مع خدمات العملاء في الشركة لحل المشكلة، لكن لم يجب أي أحد على اتصاله، فيما أقلعت الرحلة، وخسر قيمة التذاكر، واضطر لحجز رحلة على خطوط أخرى بقيمة مرتفعة جداً في الدرجة الأولى للحاق بعلاج ابنته.

وأكد الأب أن الأمر كان قاسياً جداً سواء عليه أو على ابنته التي تأثرت كثيراً وهي ترى التعنت الواضح من الموظف، إلى حد تساؤلها ما إذا كانت ستلحق بالعلاج أم لا، فيما لم يكن لديه رد، وتجاهل الموظف تساؤلات ابنته الصغيرة، داعياً الجهات المختصة للتحقيق في الأمر، خصوصاً أن ولاة الأمر حريصون على دعم ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسهيل تنقلاتهم، فلماذا تصر مثل هذه الشركات على غض الطرف عن التعليمات، ولا تتعامل بإنسانية مع هذه الحالات.

من جانبها، حاولت «عكاظ» الحصول على تعليق من هيئة الطيران المدني، وتم إرسال الاستفسار للناطق باسم الهيئة والانتظار أسبوعاً، إلا أنه لم يرد.